التحفت العباءة السوداة وغطيت رأسي بطرحة من نفس اللون أنظر إليهما ثم أنظر لصورة زوجي المغطاة من جانبها على الجهة اليسرى بلاصق أسمر..التيمة الكلاسيكية التي تعبر عن موت صاحب الصورة.
فقدت صوت زوجي في البيت منذ سبعة أشهر بعد عشرة ستٍ وعشرين عاماً كاملة كان فيها نعم الزوج..لا أبالغ لو قلت بل كان نعم الزوج والابن الذي أبى القدر أن يعطينا إياه رغم خلونا من عيوب تمنع إنجابنا.
ساورتنا المخاوف في السنوات الأولى لزواجنا، ثم قل الحديث عن الأمر ثم انتهى تماماً بتقدم العمر وطول العشرة، وقبلها السعادة الهادئة التي كانت تلف حياة زوجين كسرا قاعدة خفوت الحب أو زواله بعد الزواج.
نزلتُ من بيتي المتداعي الموشَك على الإنهيار وانا أًحث الخطو لإلحق بمشوارى لتخليص إجراءات معاش زوجي.. تلك الإجراءات التى أنهت على ما تبقى لى من صحة.. حسبنا الله ونعم الوكيل ..شهوراً وأنا أحاول صرف المعاش وهم يدخلونى فى إجراءات لايعلمها إلا الله...!
"يا اخوانا دا الحكومة زهقتنا؛ الأسعار كل يوم في الطالع، وكل حاجة غليت الا البنى آدم هو اللى رخص...!!
استيقظت من أفكارى على صوت المعلم أبو المجد الجزار يجلس جلسته المعروفه على كرسي كبير من خشب البامبو يناسب حجمه الكبير، يدخن الشيشة بشراهة أكبر وصبيه الصغير واقفاً بجواره يقرأ له أخبار ارتفاع الرز والزيت .. قلت فى نفسى حتى أنت يا معلم ، أُمال الغلابة يعملوا ايه ..؟!
: "يا ستى حضرتك لعاشر مرة أقولك فيها لازم إمضاء من مدير جوزك فى الشغل، وتحطى على كل ورقه دمغه بجنية وتختميهم من مكتب التأمينات والعمل ووزارة الأوقاف التابع ليها جوزك الله يرحمه...!!"
كادت رأسى تدور من كثرة الدوران لأنهى هذة الأوراق اللعينه شهورا ًوقد كاد اليأس يدب إلى قلبى لولا العوز وخوف السؤال...!!
مشيت وقدماي لا تحملان لأقرب محطة لإركب اتوبيساً يحملنى إلى وزارة الأوقاف ..الجهة الحكومية اللعينة التي كان زوجي يعمل بها..
بألم أتذكر كلمات زوجي عن عمله بتلك المؤسسة :" وزارة الأوقاف أفضل مصلحة حكومية تجسد شكل الفساد المستشري في جهاز الدولة الإداري، بل وجهازها الديني الرسمي، لا توجد مصلحة هناك تنتهي إلا برشوة، والأدهى أن الموظف هناك يأخذها من الرجل الذي يريد إنهاءه مصلحته وهو يبسمل ويحوقل ويذكر الله ".
"المشايخ هناك نفس الصورة الكاريكارتيرية التي تصورها السينما في عهدها الستيني مجموعة من مشايخ الفتة الذين يبيعون دينهم بعرض قليل وحقير من الدنيا".
" وزارة طويلة عريضة لديها الملايين وتعطي موظفيها الملاليم الذين يكاد يقتلهم شظف العيش، وضغط الحياة، لا أدري يا صفية هل أبرر لهم حصولهم على الرشاوي أم ماذا ..أحياناً أتساءل بيني وبين نفسي ماذا لو لم أعمل في مكتب محاماة بعد الظهر.. كيف كنا سنعيش..!!".
كلمات زوجي أتذكرها بابتسامة ساخرة وأنا أتذكر المصحف الذهبي الكبير الذي أهداه وزير الأوقاف لرئيس الجمهورية في ليلة القدر، كلاهما كان يتمثلا الورع والتقوى، الوزير عندما كان يحمل المصحف بخشية، والرئيس وهو يقبل المصحف بتأثر واضح..!!
"خدى بالك يا حاجة"..
ارتفع صوت بجوارى وعربة مرسيدس ضخمة تمرق كالصاروخ بجانبى..فزعتُ ووقعتُ بركبتى على الأرض لتتناثر أوراق المعاشات من يدى ثم تطايرت حتى مزقتها السيارات العابرة فى الشارع ..لم أشعر الا ودمعه ساخنه تثب من عينى، وشلال من الحزن يضغط بشدة على قلبي المنهك لضياع الأوراق التي أستنزفت قواي الشهور الماضية.
أخذ شاب بيدى ليساعدنى على الوقوف، وأنا أنهض لفت نظرى من بعيد لافتة معلقه بين بنايتين تنادى بمبايعة الرئيس راعياً وحامياً للأمه مدى الحياة..
أحسست بالقهر يدب فى كيانى فصرخت بأعلى صوتى :"كفااااااااااااااية".
الموضوع على الفيس بوك بتعليقاته.
فقدت صوت زوجي في البيت منذ سبعة أشهر بعد عشرة ستٍ وعشرين عاماً كاملة كان فيها نعم الزوج..لا أبالغ لو قلت بل كان نعم الزوج والابن الذي أبى القدر أن يعطينا إياه رغم خلونا من عيوب تمنع إنجابنا.
ساورتنا المخاوف في السنوات الأولى لزواجنا، ثم قل الحديث عن الأمر ثم انتهى تماماً بتقدم العمر وطول العشرة، وقبلها السعادة الهادئة التي كانت تلف حياة زوجين كسرا قاعدة خفوت الحب أو زواله بعد الزواج.
نزلتُ من بيتي المتداعي الموشَك على الإنهيار وانا أًحث الخطو لإلحق بمشوارى لتخليص إجراءات معاش زوجي.. تلك الإجراءات التى أنهت على ما تبقى لى من صحة.. حسبنا الله ونعم الوكيل ..شهوراً وأنا أحاول صرف المعاش وهم يدخلونى فى إجراءات لايعلمها إلا الله...!
"يا اخوانا دا الحكومة زهقتنا؛ الأسعار كل يوم في الطالع، وكل حاجة غليت الا البنى آدم هو اللى رخص...!!
استيقظت من أفكارى على صوت المعلم أبو المجد الجزار يجلس جلسته المعروفه على كرسي كبير من خشب البامبو يناسب حجمه الكبير، يدخن الشيشة بشراهة أكبر وصبيه الصغير واقفاً بجواره يقرأ له أخبار ارتفاع الرز والزيت .. قلت فى نفسى حتى أنت يا معلم ، أُمال الغلابة يعملوا ايه ..؟!
: "يا ستى حضرتك لعاشر مرة أقولك فيها لازم إمضاء من مدير جوزك فى الشغل، وتحطى على كل ورقه دمغه بجنية وتختميهم من مكتب التأمينات والعمل ووزارة الأوقاف التابع ليها جوزك الله يرحمه...!!"
كادت رأسى تدور من كثرة الدوران لأنهى هذة الأوراق اللعينه شهورا ًوقد كاد اليأس يدب إلى قلبى لولا العوز وخوف السؤال...!!
مشيت وقدماي لا تحملان لأقرب محطة لإركب اتوبيساً يحملنى إلى وزارة الأوقاف ..الجهة الحكومية اللعينة التي كان زوجي يعمل بها..
بألم أتذكر كلمات زوجي عن عمله بتلك المؤسسة :" وزارة الأوقاف أفضل مصلحة حكومية تجسد شكل الفساد المستشري في جهاز الدولة الإداري، بل وجهازها الديني الرسمي، لا توجد مصلحة هناك تنتهي إلا برشوة، والأدهى أن الموظف هناك يأخذها من الرجل الذي يريد إنهاءه مصلحته وهو يبسمل ويحوقل ويذكر الله ".
"المشايخ هناك نفس الصورة الكاريكارتيرية التي تصورها السينما في عهدها الستيني مجموعة من مشايخ الفتة الذين يبيعون دينهم بعرض قليل وحقير من الدنيا".
" وزارة طويلة عريضة لديها الملايين وتعطي موظفيها الملاليم الذين يكاد يقتلهم شظف العيش، وضغط الحياة، لا أدري يا صفية هل أبرر لهم حصولهم على الرشاوي أم ماذا ..أحياناً أتساءل بيني وبين نفسي ماذا لو لم أعمل في مكتب محاماة بعد الظهر.. كيف كنا سنعيش..!!".
كلمات زوجي أتذكرها بابتسامة ساخرة وأنا أتذكر المصحف الذهبي الكبير الذي أهداه وزير الأوقاف لرئيس الجمهورية في ليلة القدر، كلاهما كان يتمثلا الورع والتقوى، الوزير عندما كان يحمل المصحف بخشية، والرئيس وهو يقبل المصحف بتأثر واضح..!!
"خدى بالك يا حاجة"..
ارتفع صوت بجوارى وعربة مرسيدس ضخمة تمرق كالصاروخ بجانبى..فزعتُ ووقعتُ بركبتى على الأرض لتتناثر أوراق المعاشات من يدى ثم تطايرت حتى مزقتها السيارات العابرة فى الشارع ..لم أشعر الا ودمعه ساخنه تثب من عينى، وشلال من الحزن يضغط بشدة على قلبي المنهك لضياع الأوراق التي أستنزفت قواي الشهور الماضية.
أخذ شاب بيدى ليساعدنى على الوقوف، وأنا أنهض لفت نظرى من بعيد لافتة معلقه بين بنايتين تنادى بمبايعة الرئيس راعياً وحامياً للأمه مدى الحياة..
أحسست بالقهر يدب فى كيانى فصرخت بأعلى صوتى :"كفااااااااااااااية".
الموضوع على الفيس بوك بتعليقاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق