السيد دينى باتين، قسيس أمريكى من طراز خاص.. فهو قد أنشأ عام 1996 فى ولاية أريزونا، جمعية اسمها «الدبلة الفضية».. الهدف الأساسى لهذه الجمعية دعوة الشباب الأمريكيين من الجنسين إلى الامتناع عن ممارسة الجنس قبل الزواج وإقناعهم بأن الجنس خارج الزواج هو الزنا الذى حرمه السيد المسيح. فى كل أسبوع يعقد القس باتين احتفالات تحضرها عشرات الفتيات الأمريكيات، يقرأن معه الكتاب المقدس ثم يتعهدن أمام الرب بالاحتفاظ بغشاء البكارة سليما حتى يفضه الزوج الشرعى..
فى نهاية الاحتفال ترتدى كل فتاة فى يدها اليسرى دبلة فضية منقوش عليها كلمة النقاء، وتظل الدبلة الفضية فى يد الفتاة دليلا على عذريتها حتى يخلعها زوجها من يدها فى ليلة الزفاف. المدهش أن دعوة السيد باتين تلقى رواجا متزايدا فى أمريكا حتى اقترب عدد أتباعه من 2 مليون أمريكى. بل إن بعض الفتيات اللاتى فقدن عذريتهن قبل انضمامهن إلى جمعية الدبلة الفضية يجرين عمليات ترقيع لغشاء البكارة حتى يبدأن من جديد سلوك الفضيلة كما يسميه القس باتين. كما تتلقى الجمعية دعما ماليا سنويا من الحكومة الأمريكية.
وقد شاهدت فى التليفزيون الفرنسى برنامجا طويلا عن القس باتين وجمعيته. ظهر فيه أتباعه يدافعون عن عذرية الفتاة كمقياس للفضيلة. وظهرت طبيبة نفسية فرنسية ناقشت أفكارهم واختلفت معهم باحترام.. ووجدتنى أتساءل: إن أفكار القس باتين عن عذرية الفتاة كمعيار للفضيلة تتطابق تماما مع الثقافة العربية الإسلامية. لكنهم فى تليفزيون فرنسا يتعاملون معه بأدب لأنه أمريكى مسيحى أبيض ولو أن نفس الكلام صدر عن عربى أو مسلم لانهالت عليه الاتهامات بالتخلف والهمجية واحتقار المرأة.. هذه الازدواجية الغربية منتشرة والأمثلة عليها بلا حصر. أجريت الانتخابات مؤخرا فى إيران وفاز بها أحمدى نجاد ثم ثارت شكوك واتهامات بالتزوير وهنا قامت الدول الغربية جميعا ولم تقعد وأصدرت بيانات شديدة اللهجة من أجل نصرة الديمقراطية فى إيران ويدفعنا ذلك إلى السؤال: إن الانتخابات المصرية تزور بانتظام منذ سنوات طويلة والرئيس مبارك يتولى الحكم عن طريق استفتاءات مزورة، فلماذا لم يثر ذلك غضب الساسة الغربيين؟..
الإجابة أن الغرض من هذه الضجة ليس نصرة الديمقراطية ولا يحزنون وإنما إحراج النظام الإيرانى الذى يعادى إسرائيل ويسعى لتطوير قدراته النووية مما يشكل تهديدا للاستعمار الغربى، أما النظام المصرى، فعلى الرغم من كونه استبداديا وفاسدا، إلا أنه مطيع ومستأنس وسياساته تصب دائما فى خدمة إسرائيل وأمريكا ولذلك يغطى الإعلام الغربى على أخطائه مهما بلغت بشاعتها.. أثناء المظاهرات الإيرانية الأخيرة انطلقت رصاصات مجهولة المصدر فقتلت فتاة إيرانية من المتظاهرين، اسمها ندا سلطان.. وسرعان ما تحول مقتلها إلى الخبر الأول فى صحافة العالم وقد تأثر السياسيون الغربيون لمقتل ندى أشد التأثر حتى أن الرئيس أوباما قال وهو يغالب دموعه: «إنه لأمر يمزق القلب حقا».. وبعد أسابيع قليلة، فى مدينة دريسدن الألمانية، كانت السيدة المصرية مروة الشربينى.. تحضر محاكمة شخص ألمانى وجه لها سبابا عنصريا لأنها محجبة.. وقد حكمت المحكمة الألمانية بتغريمه مبلغ 2800 يورو عقابا له على إهانة مروة. وعند النطق بالحكم، أصيب المتطرف الألمانى بهياج شديد وانهال على مروة وزوجها طعنا بالسكين فماتت مروة فورا متأثرة بجراحها بينما نقل زوجها إلى المستشفى فى حالة حرجة..
المفترض أن قيمة الحياة الإنسانية تتساوى عند الناس جميعا فالحزن الذى أصاب أهل مروة لمقتلها لا يقل عن حزن أهل ندى الإيرانية.. يفترض أن مقتل مروة ومقتل ندى جريمتان متساويتان فى البشاعة والتأثير.. لكن مقتل المصرية المحجبة لم يتمزق له قلب الرئيس أوباما ولم يظهر أصلا فى صدارة الإعلام الغربى بينما تركزت الأضواء كلها على مقتل ندى. والسبب أن مقتل ندى يشكل إدانة للنظام الإيرانى المعادى للغرب أما مقتل مروة فيدل على أن الإرهاب ليس قاصرا على العرب والمسلمين.. فها هو إرهابى ألمانى مسيحى أبيض يقتل إنسانة بريئة لا يعرفها ويشرع فى قتل زوجها لمجرد أنها مسلمة ومحجبة. وهذا المعنى لا يحب الإعلام الغربى أن ينقله أبدا.. الخلاصة أن الغرب غالبا ما يتبنى، سياسيا وإعلاميا، رؤى وسياسات معادية للعرب والمسلمين.. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها.. ولكن هل يعتبر العرب والمسلمون مجرد ضحايا أبرياء للتحيز الغربى؟ الإجابة لا قاطعة.. فلا يمكن أن نستعمل الغرب كمصطلح حصرى.. الغرب لا يعنى شيئا واحدا. إذا كان الغرب منحازا ضدنا سياسيا وإعلاميا فإن ملايين الغربيين العاديين لا يحبون الإسلام ولا يكرهونه لأنهم ببساطة لا يعرفون عنه شيئا.. والآن.. ما هى الصورة التى يقدمها المسلمون أنفسهم للإسلام؟..
لو أن مواطنا غربيا قرر أن يعرف حقيقة الإسلام عبر ما يفعله المسلمون وما يقولونه.. ماذا سيجد..؟!.. سوف يطالعه أسامة بن لادن وكأنه خارج من كهوف العصور الوسطى ليعلن أن الإسلام يأمره بقتل أكبر عدد من الغربيين الصليبيين، حتى ولو كانوا مواطنين أبرياء لم يفعلوا أى شىء يستوجب العقاب. ثم سيقرأ الغربى كيف قررت حركة طالبان إغلاق مدارس البنات فى المناطق التابعة لها لأن الإسلام يمنع تعليم المرأة باعتبارها كائنا ناقص العقل والدين. بعد ذلك سيقرأ الغربى تصريحات من يسمون أنفسهم فقهاء إسلاميين.. يؤكدون فيها أن المسلم إذا انتقل إلى دين آخر فإن الإسلام يأمر باستتابته أو ذبحه من الوريد إلى الوريد. سيؤكد بعض هؤلاء الفقهاء أن الإسلام لا يعرف الديمقراطية وأن طاعة الحاكم المسلم واجبة حتى ولو ظلم رعيته وسرق أموالهم.. وسوف يرحبون بأن تغطى المرأة وجهها بالنقاب حتى لا يقع من يراها فى الشهوة الجنسية فيتحرش بها أو يغتصبها. وسيؤكد كثير منهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تزوج من السيدة عائشة وهى طفلة فى التاسعة من عمرها.. سوف يقرأ الغربى كل ذلك وهو لن يعرف الحقيقة أبدا. لن يعرف أن عمر زوجة الرسول كان 19 عاما وليس 9 سنوات، لن يعرف أن الإسلام قد ساوى تماما بين الرجل والمرأة فى الحقوق والواجبات جميعا. لن يعرف أن من قتل نفسا بريئة فى نظر الإسلام فكأنما قتل الناس جميعا. لن يعرف أبدا أن النقاب لا علاقة له بالإسلام وإنما هو عادة انتقلت إلينا، بأموال النفط، من المجتمع الصحراوى المتخلف.. لن يعرف الغربى أبدا أن رسالة الإسلام الحقيقية هى الحرية والعدل والمساواة. وأنه قد كفل حرية العقيدة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وأن الديمقراطية هى الإسلام نفسه لأنه لا يجوز للحاكم المسلم أن يتولى السلطة إلا برضا المسلمين واختيارهم.. بعد كل ذلك هل نلوم هذا الغربى إذا اعتبر أن الإسلام دين التخلف والإرهاب؟..
فى العام الماضى حصلت على جائزة برونو كرايسكى الأدبية فى النمسا. وقام السيد رئيس وزراء النمسا بتسليمى الجائزة.. وكان يفترض أن ألقى كلمة بهذه المناسبة. فاخترت أن أتحدث عن حقيقة الإسلام وحكيت للأجانب الحاضرين أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان رقيق المشاعر لدرجة أنه عندما كان يسجد للصلاة كان حفيداه الحسن والحسين كثيرا ما يقفزان للعب على ظهره، فيظل هو ساجدا حتى لا يزعج الطفلين حتى ينتهيان من اللعب ثم يستأنف الصلاة.. وقلت للحاضرين: هل تتخيلون أن رجلا يوقف صلاته حتى لا يزعج الأطفال، يمكن أن يدعو إلى قتل الأبرياء وإرهابهم؟.. وقد استقبل الحاضرون هذه الحكاية باهتمام وجاء كثيرون ليسألونى كيف يستقون معلومات حقيقية عن الإسلام..
صحيح أن السياسة الغربية تعاملنا باعتبارنا سكان مستعمرات، لا يحق لنا أبدا أن نتمتع بحقوق المواطن الغربى وصحيح أن الإعلام الغربى ينحاز غالبا ضد العرب والمسلمين لكن الصحيح أيضا أن القراءة السلفية الوهابية المتخلفة المنتشرة الآن فى العالم الإسلامى تساعد فعلا على ترسيخ صورة ظالمة وسيئة للإسلام.. واجبنا أن نبدأ بأنفسنا.. يجب أن نخلص الإسلام من كل الخزعبلات والأكاذيب والأفكار المتخلفة التى التصقت به وهو منها براء..
الديمقراطية هى الحل
فى نهاية الاحتفال ترتدى كل فتاة فى يدها اليسرى دبلة فضية منقوش عليها كلمة النقاء، وتظل الدبلة الفضية فى يد الفتاة دليلا على عذريتها حتى يخلعها زوجها من يدها فى ليلة الزفاف. المدهش أن دعوة السيد باتين تلقى رواجا متزايدا فى أمريكا حتى اقترب عدد أتباعه من 2 مليون أمريكى. بل إن بعض الفتيات اللاتى فقدن عذريتهن قبل انضمامهن إلى جمعية الدبلة الفضية يجرين عمليات ترقيع لغشاء البكارة حتى يبدأن من جديد سلوك الفضيلة كما يسميه القس باتين. كما تتلقى الجمعية دعما ماليا سنويا من الحكومة الأمريكية.
وقد شاهدت فى التليفزيون الفرنسى برنامجا طويلا عن القس باتين وجمعيته. ظهر فيه أتباعه يدافعون عن عذرية الفتاة كمقياس للفضيلة. وظهرت طبيبة نفسية فرنسية ناقشت أفكارهم واختلفت معهم باحترام.. ووجدتنى أتساءل: إن أفكار القس باتين عن عذرية الفتاة كمعيار للفضيلة تتطابق تماما مع الثقافة العربية الإسلامية. لكنهم فى تليفزيون فرنسا يتعاملون معه بأدب لأنه أمريكى مسيحى أبيض ولو أن نفس الكلام صدر عن عربى أو مسلم لانهالت عليه الاتهامات بالتخلف والهمجية واحتقار المرأة.. هذه الازدواجية الغربية منتشرة والأمثلة عليها بلا حصر. أجريت الانتخابات مؤخرا فى إيران وفاز بها أحمدى نجاد ثم ثارت شكوك واتهامات بالتزوير وهنا قامت الدول الغربية جميعا ولم تقعد وأصدرت بيانات شديدة اللهجة من أجل نصرة الديمقراطية فى إيران ويدفعنا ذلك إلى السؤال: إن الانتخابات المصرية تزور بانتظام منذ سنوات طويلة والرئيس مبارك يتولى الحكم عن طريق استفتاءات مزورة، فلماذا لم يثر ذلك غضب الساسة الغربيين؟..
الإجابة أن الغرض من هذه الضجة ليس نصرة الديمقراطية ولا يحزنون وإنما إحراج النظام الإيرانى الذى يعادى إسرائيل ويسعى لتطوير قدراته النووية مما يشكل تهديدا للاستعمار الغربى، أما النظام المصرى، فعلى الرغم من كونه استبداديا وفاسدا، إلا أنه مطيع ومستأنس وسياساته تصب دائما فى خدمة إسرائيل وأمريكا ولذلك يغطى الإعلام الغربى على أخطائه مهما بلغت بشاعتها.. أثناء المظاهرات الإيرانية الأخيرة انطلقت رصاصات مجهولة المصدر فقتلت فتاة إيرانية من المتظاهرين، اسمها ندا سلطان.. وسرعان ما تحول مقتلها إلى الخبر الأول فى صحافة العالم وقد تأثر السياسيون الغربيون لمقتل ندى أشد التأثر حتى أن الرئيس أوباما قال وهو يغالب دموعه: «إنه لأمر يمزق القلب حقا».. وبعد أسابيع قليلة، فى مدينة دريسدن الألمانية، كانت السيدة المصرية مروة الشربينى.. تحضر محاكمة شخص ألمانى وجه لها سبابا عنصريا لأنها محجبة.. وقد حكمت المحكمة الألمانية بتغريمه مبلغ 2800 يورو عقابا له على إهانة مروة. وعند النطق بالحكم، أصيب المتطرف الألمانى بهياج شديد وانهال على مروة وزوجها طعنا بالسكين فماتت مروة فورا متأثرة بجراحها بينما نقل زوجها إلى المستشفى فى حالة حرجة..
المفترض أن قيمة الحياة الإنسانية تتساوى عند الناس جميعا فالحزن الذى أصاب أهل مروة لمقتلها لا يقل عن حزن أهل ندى الإيرانية.. يفترض أن مقتل مروة ومقتل ندى جريمتان متساويتان فى البشاعة والتأثير.. لكن مقتل المصرية المحجبة لم يتمزق له قلب الرئيس أوباما ولم يظهر أصلا فى صدارة الإعلام الغربى بينما تركزت الأضواء كلها على مقتل ندى. والسبب أن مقتل ندى يشكل إدانة للنظام الإيرانى المعادى للغرب أما مقتل مروة فيدل على أن الإرهاب ليس قاصرا على العرب والمسلمين.. فها هو إرهابى ألمانى مسيحى أبيض يقتل إنسانة بريئة لا يعرفها ويشرع فى قتل زوجها لمجرد أنها مسلمة ومحجبة. وهذا المعنى لا يحب الإعلام الغربى أن ينقله أبدا.. الخلاصة أن الغرب غالبا ما يتبنى، سياسيا وإعلاميا، رؤى وسياسات معادية للعرب والمسلمين.. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها.. ولكن هل يعتبر العرب والمسلمون مجرد ضحايا أبرياء للتحيز الغربى؟ الإجابة لا قاطعة.. فلا يمكن أن نستعمل الغرب كمصطلح حصرى.. الغرب لا يعنى شيئا واحدا. إذا كان الغرب منحازا ضدنا سياسيا وإعلاميا فإن ملايين الغربيين العاديين لا يحبون الإسلام ولا يكرهونه لأنهم ببساطة لا يعرفون عنه شيئا.. والآن.. ما هى الصورة التى يقدمها المسلمون أنفسهم للإسلام؟..
لو أن مواطنا غربيا قرر أن يعرف حقيقة الإسلام عبر ما يفعله المسلمون وما يقولونه.. ماذا سيجد..؟!.. سوف يطالعه أسامة بن لادن وكأنه خارج من كهوف العصور الوسطى ليعلن أن الإسلام يأمره بقتل أكبر عدد من الغربيين الصليبيين، حتى ولو كانوا مواطنين أبرياء لم يفعلوا أى شىء يستوجب العقاب. ثم سيقرأ الغربى كيف قررت حركة طالبان إغلاق مدارس البنات فى المناطق التابعة لها لأن الإسلام يمنع تعليم المرأة باعتبارها كائنا ناقص العقل والدين. بعد ذلك سيقرأ الغربى تصريحات من يسمون أنفسهم فقهاء إسلاميين.. يؤكدون فيها أن المسلم إذا انتقل إلى دين آخر فإن الإسلام يأمر باستتابته أو ذبحه من الوريد إلى الوريد. سيؤكد بعض هؤلاء الفقهاء أن الإسلام لا يعرف الديمقراطية وأن طاعة الحاكم المسلم واجبة حتى ولو ظلم رعيته وسرق أموالهم.. وسوف يرحبون بأن تغطى المرأة وجهها بالنقاب حتى لا يقع من يراها فى الشهوة الجنسية فيتحرش بها أو يغتصبها. وسيؤكد كثير منهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تزوج من السيدة عائشة وهى طفلة فى التاسعة من عمرها.. سوف يقرأ الغربى كل ذلك وهو لن يعرف الحقيقة أبدا. لن يعرف أن عمر زوجة الرسول كان 19 عاما وليس 9 سنوات، لن يعرف أن الإسلام قد ساوى تماما بين الرجل والمرأة فى الحقوق والواجبات جميعا. لن يعرف أن من قتل نفسا بريئة فى نظر الإسلام فكأنما قتل الناس جميعا. لن يعرف أبدا أن النقاب لا علاقة له بالإسلام وإنما هو عادة انتقلت إلينا، بأموال النفط، من المجتمع الصحراوى المتخلف.. لن يعرف الغربى أبدا أن رسالة الإسلام الحقيقية هى الحرية والعدل والمساواة. وأنه قد كفل حرية العقيدة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وأن الديمقراطية هى الإسلام نفسه لأنه لا يجوز للحاكم المسلم أن يتولى السلطة إلا برضا المسلمين واختيارهم.. بعد كل ذلك هل نلوم هذا الغربى إذا اعتبر أن الإسلام دين التخلف والإرهاب؟..
فى العام الماضى حصلت على جائزة برونو كرايسكى الأدبية فى النمسا. وقام السيد رئيس وزراء النمسا بتسليمى الجائزة.. وكان يفترض أن ألقى كلمة بهذه المناسبة. فاخترت أن أتحدث عن حقيقة الإسلام وحكيت للأجانب الحاضرين أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان رقيق المشاعر لدرجة أنه عندما كان يسجد للصلاة كان حفيداه الحسن والحسين كثيرا ما يقفزان للعب على ظهره، فيظل هو ساجدا حتى لا يزعج الطفلين حتى ينتهيان من اللعب ثم يستأنف الصلاة.. وقلت للحاضرين: هل تتخيلون أن رجلا يوقف صلاته حتى لا يزعج الأطفال، يمكن أن يدعو إلى قتل الأبرياء وإرهابهم؟.. وقد استقبل الحاضرون هذه الحكاية باهتمام وجاء كثيرون ليسألونى كيف يستقون معلومات حقيقية عن الإسلام..
صحيح أن السياسة الغربية تعاملنا باعتبارنا سكان مستعمرات، لا يحق لنا أبدا أن نتمتع بحقوق المواطن الغربى وصحيح أن الإعلام الغربى ينحاز غالبا ضد العرب والمسلمين لكن الصحيح أيضا أن القراءة السلفية الوهابية المتخلفة المنتشرة الآن فى العالم الإسلامى تساعد فعلا على ترسيخ صورة ظالمة وسيئة للإسلام.. واجبنا أن نبدأ بأنفسنا.. يجب أن نخلص الإسلام من كل الخزعبلات والأكاذيب والأفكار المتخلفة التى التصقت به وهو منها براء..
الديمقراطية هى الحل
ماشاء الله مقالة جميلة, و لكن لى تعليق صغير....
ردحذفذكر الكاتب ان طالبان منعت البنات من دخول المدارس بدعوى ان تعليمهم حرام و هذا من الافتراءات التى روج لها الغرب قبل غزو افغانستات جنبا الى جنب مع العديد من الافتراءات الاخرى مثل التوسع فى زراعة الحشيش و اعتباره حلالا
لقد كانت المدارس و الجامعات بالفعل للبنين فقط فى عهد طالبانو ليس لحرمة التعلم على النساء و لكن لضعف الامكانيات و قلة المدارس فكان قرارهم بأنه من الاولى تعليم الرجال و بعد ذلك عندما تتاح الفرصة تعلم النساء
و هذا الرأى (مع اختلافى معه) مختلف تماما عن منع المرأة من التعلم لان التعليم حرام عليها
ياليتنا نحاول دائما ان نتأكد من المعلومات التى يروجها الغرب خصوصا عن الدول و الجماعات الاسلامية (طالبان , ايران , السودان , الصومال ...)
الأستاذ الفاضل غير معرف بداية الشكر الجزيل لمرورك وتعليق بالمدونة..
ردحذفطالبان تمثل الآن رأس الحربة في مواجهة الإحتلال الأمريكي لأفغانستان، لكن مناقشة أفكارهم وطريقة وأسلوب إدارتهم للدولة الأفغانية مهم جدا لتوضيح إشكاليات كثيرة جدا وقعوا فيها لعدم فهمهم لفقه المقاصد، وتأويلهم النصي للنصوص والتشريعات وده نتيجة تأثيرهم بشكل كبير بالتيار السلفي سواء الموجود بباكستان أو القادم مع المجاهدين العرب أو ما يعرف بالسلفية الجهادية .
باختصار من فتح باب المدارس للرجال للتعليم وآمن فعلا من داخله بتعليم الفتاة لكن لضعف الإمكانيات رأي من الأولي تعليم الأولاد لعدم وجود مدارس كافية ...أكان من الصعب عليه إيجاد وسيلة ما لتعليم الفتيات مثلاً
1- فتح المدارس نهارا للفتيات..وفتحها مساءً للبنين
2- فتحها في وقت واحد مع الفصل الكامل بين البنين والبنات .
3- إنشاء مخيمات لتعليم الفتيات .
الخ
المشكلة في منهجية التفكير يا مولانا .
طبعا المقال جيد ومعقول في نقاط معينه واختلف معه في نقاط اخري وخاصة المتعلقه بحجة الجهل الغربي الذي لا يجد أمامه الا اسامه بن لادن وفقهاء المتخلفين فهنا يخلط الاستاذ علاء الاسواني بين الاسلام الحضاري الذي يدين به عدد كبير من الاوربيين والامريكان ويعيشون مع غيرهم ويرونهم بالحجاب واللحيه والعادات الاسلاميه ومابين الاسلام الذي يريد الغرب اقناع نفسه به بغض النظر عن أي حقيقه وهو هذه الامثولات التي ذكرها استاذ علاء الاسواني والتي تكاد تكون خاصه بمسلمي الشرق اذا فهذا ليس تأثير الاسلام عليهم وانما هذا التخلف الشرقي فاذا كان الغرب اهمل الاسلام الحضاري الذي يمثله المسلمون الغربيين وتمسك بالصوره الهوليوديه المضحكه الشرقيه فأعتقد ان هذه مشكلة الغرب فمادام قاداته اتخذوا من الاسلام عدوا محتلين بهذا أغلب دوله وتعرضت الدول الغربيه لعمليات انتقاميه ردا علي هذا الظلم اذا فمن واجبهم تجاه أنفسهم أن يعلموا أكثر عن الاسلام الحضاري المتجاوز العرقيات والعصبيات والقبليات والاتجاهات شرقيه كانت أم غربيه
ردحذفأما طالبان
ردحذففبالتأكيد هم رأس حربة النضال هناك ثبتهم الله علي ماهم فيه من بلاء وبالتأكيد ولا ينكر أحد هذا كم استطاعت طالبان بامكانيات شديدة التواضع وظروف بالغة القسوه من الحفاظ علي الامن في افغانستان واعادة الهدوء له والقضاء علي تجارة المخدرات والدعاره وغيرها من المشاهدات التي ظهرت نتيجة الظروف السيئه التي عاشها الافغان في فترة ماقبل وما بعد صراع أمراء الحرب
وطبعا الاعلام الغربي لم يكن ليسمح بهذا فكانت الطريقه الجوبليزيه الشهيره في تشويه الحقائق واظهار طالبان كأنهم مجموعه من الوحوش المتنكره في هيئة بشر ليس لهم هم الا قتل وحرق ورجم النساء وغير المسلمين وطبعا هذا غير صحيح
أما عن مسألة عدم الاهتمام بتعليم المرأه وقد تكون صحيحه بالفعل للتنبيه اولا هم لا يمنعون من تريد التعلم من التعليم لكنهم قد يكونوا لا يوفرون السبل لهذا فهذا ليس ناتج عن مجرد فهم متحجر للدين وانما نتيجة الحياه القبليه القاسيه فالولايات الجنوبيه التي توجد بها طالبان ولايات قبليه تشبه الصعيد لدينا في مصر وفي هذه الاماكن تصير العادات والتقاليد هي الحاكم الاساسي لتصرفات الافراد وتحركاتهم علي الارض
وأنا ما يمنعني عن نقد طالبان نقد قاسي بخصوص هذا الامر اني مدركه الظروف السيئه التي يعيشون بها بالاضافه الي تخلي اغلب المسلمين عنهم فأهل افغانستان يعيشون علي القمامه ابسط الظروف الحياتيه الانسانيه غير متوفره ونحن لم يكن لنا أي دور في عونهم بل وصل بنا الامر الي اسقاط افغانستان من دعائنا فتجد الشيوخ او حتي في المظاهرات يدعون لاهل فلسطين والعراق ثم تسقط أفغانستان والشيشان وباقي دول المعذبون في الارض من المسلمين
فالوضع هناك شديد التعقيد وشديد القسوه فاذا قمنا بواجبنا نحوهم من مساعدات عينيه وماليه وفكريه وارسال وفود تعليميه لديهم ومساعدتهم للخروج من هذا الجب التاريخي الذي سقطوا فيه فيكون حينها ساعة الحساب
أما النقاب فأنصح الاستاذ الاسواني بقراءة سيرة أمهات المؤمنين وحديث الفقهاء الذين لم يرفض أحدهم النقاب وانما اختلفوا في فرضيته أو فضله فأغلبهم أقروا بفضله وليس فرضيته وارجو من الاستاذ الاسواني أن يشرح لي كيفية حديث الفقهاء عن النقاب في القرون الهجريه الاولي بفارق مئات السنين عن ظهور البترول الخليجي الا طبعا لو الاستاذ كان سافر في ألة زمن ووجد هناك نفط من أيامها فهذا طبعا شأن أخر
ردحذفوصراحة التخلف الفعلي فيمن يري النقاب اعاقه عن التفكير والعمل فأنا أرتديه ولكني أرتديه علي وجهي وليس علي عقلي وأنا أعرف عن نفسي اني من أشد المعارضات الثائرات الرافضات لاي خضوع الباحثات عن الاستقلال بعيدا عن الاسره ايضا أشجع الاعتماد علي النفس وان تنطلق المرأه الي أي مكان فزيي هو حمايه أخلاقيه ووسيلة تقرب الي الله وليس وسيله حجب فكري وعقلي فالعقل لن يحجبه قماش ولكن سيحجبه جهل وتخلف وأفكار مغلوطه
واريد ان اقول لاستاذ الاسواني انه بهذا الفكر في انه يقصر العقل اذا انتقب وجه صاحبته انه سيكون مقيد خلف هذا النقاب لا يختلف عمن ينادون بأن لا تظهر المرأه في أي مكان وأنها عوره ويجب أن تختفي فمن رأي زيا يحجب عقلا وفكره هو مثله كمن يري المرأه وراء هذا الزي لاتساوي شيئا
معذره للاطاله
(:
الفاضلة أميرة، سعيد لمرورك الأكثر من رائع بمدونتي، وبكلامك المتميز دائما ..
ردحذفالغرب لا يتحمل العبء الأكبر في التنعرف علي الإسلام، العبء الأكبر يقع علي معتنقيه وحاملي رسالته وليس المستقبلين- وأنا لا أدافع عنه حباً أو هياماً به أو شعور بالدونية الحضارية من باب الإنهزام الثقافي والحضاري من المغلوب للغالب- الغرب بالعكس تماماً لديه من الجامعات ولديه جمله من المستشرقين التي تبحث وتفهم بشكل جيد الإسلام وأفكاره وتاريخة، بعيدا عن نية المشتغلين في تلك العلوم، أو مصير ابحاثهم .
لكن في النهاية يبقي الأتي :-
1- الغرب لا يري حقيقة من الإسلام والمسلمين إلا جملة تلك الدولة الضعيفة المستضعفة التي تقع بين خطي طول ( الفقر والمرض ) وبين دائرتي عرض ( الإستبداد والجهل ) .
2- الخطاب الإسلامي الموجه للغرب يترنح بين الاستعلائية والدفع عن الذات ( الغرب الكافر ، أو الشرق المضطهد المظلوم الذي يدافع عنه نفسه دائمً دون تقديم أي معطي حضاري .
3- تتهم الترجمات الخاصة بالكتب الإسلامية الموجهة للغرب بأنها كُتبت لتخاطب العقل العربي وليس الغربي وأنها مملؤة بمشاكل الأمة العربية وهمومها وأطروحاتها, وأن العديد من الكتابات العربية مفعمة بأساليب البلاغة العربية ويزخر خطابها بالإطناب والمبالغات والشكل التقريري وهو ما لاتقبله العقلية الغربية المرتبة والمنظمة التي لا تقبل إلا المعلومة الموثقة والمرتبة، تخيلي مثلا كتابات وجعت لعقول تعيش في مرحلة الستينات، وعقول تستوعب الإيهام والإيجاز والبلاغة اللفظية (العقلية الشرقية ) يوجه نفس الخطاب لعقول منظمة مرتبة تهتم بالإحصاءات والبيانات والدلالات ( العقلية الغربية ).
ردحذف4- برأيك هل العاملين في مجال والدعوة والإعلام والتعليم والتأليف والنشر الإسلامي في أوروبا, دارسين بعمق وبفهم الواقع السياسي والاجتماعي والنفسي والديني للشارع الأوروبي حتى يستطيعوا استيعابه والتأثير فيه؟! خلي بالك أغلبيتهم دارسين في الأزهر ، وانت عارف المستوي العام للشخصية الدعوية الأزهرية عامل إزاي ؟؟
لي عودة للرد علي بقية كلامك ..
تحياتي لمرورك مرة ثانية