السبت، 1 أغسطس 2009

هجرة العقول من الإخوان..التجمد في الداخل أو التسلل إلي الخارج



جماعة الإخوان المسلمين بما تمثله من كونها قلب للحركة الإسلامية ، وكبري الجماعات الموجودة علي الساحة شأنها شأن كل الحركات، أو الأحزاب، أو الجماعات السياسية أو الدعوية في حاجة أن تتوقف كل حين لتتحسس مواضع الخلل التي ربما تعوق مسيرتها ، وتبطئ من حركتها فالنقد والتصحيح والمراجعة من مكملات تصحيح البناء ، وترشيد للمسيرة ، ومكاشفة السلبيات والإعلان عن الأخطاء هما من أخلاقيات الإسلام التي أُمر المسلمون بالتحلي بها بل وجعلها الشارع كأنها الدين بأكمله قال صلي الله عليه وسلم " الدين النصيحة " . فالتجاوزات أو الأخطاء التي كانت تحدث في المجتمع المدني ، ورغم شدة التضييق والحصار وتربص الأعداء ، لم يترك القرآن التنبيه عليها والحذر منها ،حتي في أحلك اللحظات التي مرت علي المسلمين فمثلا بعد الهزيمة في أحد لم يتركهم القرآن إلا وقد بين لهم الخطأ الفادح الذي حدث ،ويُعلمهم أن الهزيمة وقعت بتقصير من المسلمين ، وبحرص من البعض علي الدنيا وهم قافلون راجعون للمدينة وهم مثخنون في الجراح وموقف حالهم يقول :" أني هذا " فيرد المولي " قل هو من عند أنفسكم " . وذلك ليُعلم المسلمين أن التستر على الخطأ في أي ظرف ؛ وتحت أية ذريعة هو شرخ قد يسبب انهيار البناء بإكمله..!!

لدي مشاهدة واقع جماعة الإخوان المسلمين تطل علينا ظاهرة ندرة الرموز الثقافية والفكرية وإستعاضة الجماعة عن ذلك بالإستعانة بمفكرين من خارجها نتيجة للجدب الثقافي والفكري الموجود بالتنظيم الإخواني .

فقطاع المثقفين والمفكرين الإسلاميين الذين تستشهد بإقوالهم الجماعة اليوم في أدبياتها وخطاباتها أو المتحدثين علي المنصه هم من خارجها ، أو محسوبين عليها وليسوا فعليا من التنظيم؛ في البداية ربما يتم إرجاع تلك الظاهرة لطبيعة التنظيمات التي لا تقبل في كثير من الأحيان شخصيات من نوعية المفكر والمبدع والأديب؛ تلك الشخصيات العصية علي الإنقياد ، والملازم لشخصيتها دائما التمرد وإستحداث أفكار جديدة وأطروحات غير تقليدية، والتنظيم غالبا هوإبن الفكرة الواحدة، لذا يصعب قولبة أفراد تحمل هذه السمات في قالب تنظيمي أو حركي ..خصوصا التنظيمات التي تحمل طابعا حركيا ذي سرية شديدة .

لكن عند النظر لجماعة الإخوان المسلمين في بداية وجودها مرورا بفترة إزدهارها في فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين حتي قيام الثورة نلاحظ وجود أعلام ورموز فكرية داخل الحركة فبدءا من البنا وعبد القادر عودة وحسن الهضيبي وتوفيق الشهاوي وليس إنتهاء بالصغار حينها الغزالي والقرضاوي والعسال وجمال الدين عطية وسيد سابق وعبد الحليم أبو شُقة

والمجموعة الأخيرة بالذات كانت هي نواة وقاعدة العمل الفكري الإسلامي فيما بعد كل ذلك يدلل علي أن الجماعة كانت حينهامنفتحة وتستوعب شخصيات بهذا الثقل الفكري والثقافي ..

لكن بعد الظهور والبناء الثاني لجماعة الإخوان المسلمين ، خصوصا بعد تولية الأستاذ " مصطفي مشهور " مكتب الإرشاد ، إستفحلت تلك الظاهرة وهي عملية تسرب العقول في الجماعة الإخوانية وهجرتها ، سواء كان هذا التسرب خارجيا ( يبرز في الأسماء اللامعة الكبيرة ) ، أو في الهجرة الداخلية وأعني به تجميد بعض الأعضاء ذوي الكفاءة لأنفسهم ليبقوا مرتبطين بالجماعة إرتباطا عاطفيا نتيجة تجذر إجتماعي، أو عاطفي ، أو إقتصادي ، وفصل المشروع الذاتي لهم عن المشروع الجماعي لتبقي المشكلة موجودة وملموسة نبه إليها و ظهرت في كتابات ودراسات محايدة لباحثين يهتمون بالحركات الإسلامية ، فالكل يذكر للشيخ العلامة يوسف القرضاوي في " ملتقي الأصحاب والتلاميذ قولته "أخشى على الحركة الإسلامية أن تضيق بالمفكرين الأحرار من أبنائها، وأن تغلق النوافذ في وجه التجديد والاجتهاد، وتقف عند لون واحد من التفكير لا تقبل وجهة نظر أخرى، تحمل رأيا مخالفا في ترتيب الأهداف أو تحديد الوسائل"

التحول من الشكل النخبوي المفتوح الجماهيري إلي الشكل التنظيمي المغلق الإصطفائي




الشيخ محمد الغزالي –رحمه الله- طلب من الإمام البنا الإلتحاق بالتنظيم الخاص ، لكن الإمام البنا –رحمه الله- رفض هذا الطلب من الشيخ النابغة لعدم ملائمة التنظيم الخاص مع الطبيعة الشخصية للشيخ الغزالي ، والتنظيم الخاص حينها هو تشكيل عسكري بحت ، يقوده شاب في منتصف العشرينات من عمره ، ولم يحصل علي قدر جيد من التعليم وهو " عبد الرحمن السندي " ، لكن يبقي للنظام الخاص سمات التشكيل العسكري الذي يستلزم القرار الآني واللحظي و الثقة التامة في القيادة والسمع والطاعة الفورية ، وأهبة الإستعداد علي الدوام ، وسمات الملتحقين به هي سمات عسكرية بحته ، تختلف تماما عن الأفراد العاملين في تنظيم إصلاحي مدني يحتوي أفرادا مدنيين ، لذا تواجد تنظيم عام كبيرموازي ومفتوح يقوده رجل يحمل عقلا سياسيا ، وقلبا ربانيا بحجم البنا كان من البديهي أن تتواجد-حينها- رموزجيدة في الجماعة بهذا الشكل.


لكن ما جري للإخوان خصوصا مرحلة ما بعد الصدامات الخمسينية والستينية أخذت بالجماعة إلي منحي تحويلها من جماعة تنظيمية منفتحة إلي جماعة تنظيمة إصطفائية منغلقة أحدث هذا شرخا كبيرا ، وكان هذا الشرخ هو النتؤ الذي تسربت منه العقول نهائيا إلي خارج الجماعة لتنئي بنفسها عن الإصطدام بشكل تنظيمي أصبح عبئا عليها وإن كانت تلك العقول ما تزال مؤمنه بالمنهج الفكري للجماعة ، بل وهي في الأحيان الكثيرة أو الغالبة هي المنظره والمطورة لهذا الفكر حتي وإن تخلت عن الشكل التنظيمي ...


الأستاذ فتحي يكن يري أن النهج الذي اعتمده البنا رحمه الله في بناء الجماعة كان يجمع بين الاصطفائية والجماهيرية ، ولكن مرورًا بالتنظيم ، فلم يكن اصطفائيًا بلا حدود، ولا جماهيريًا بلا قيود. إلا أن استشهاد البنا قبل اكتمال المشروع التغييري للحركة، ثم تعرّض الحركة من بعده لمحن ضارية تفوق كل وصف ، أوغل بها في عمق الاصطفائية، بل جعلها اصطفائية بلا حدود، وبخاصة في بلد المنشأ ويعتبر الأستاذ فتحي يكن أن أهم الأسباب التي حولت مسار الجماعة بهذا الشكل نتيجة للفكر الذي طرحه الشهيد سيد قطب الأثر الأكبر في دفع الحركة الإسلامية باتجاه النهج الاصطفائي في الستينيات وهو منهج في حينه كانت له مبرراته وأسبابه " إ نتهي

فالصراع الذي واجه الحركة حينها كان صراعا مؤدلجا ، وكان صراعا إستقصائيا إستلزم وجود " فكر التترس " الذي أنتجته تلك المرحلة..لكن أن يتحول فقه الإستثناء وهو لمرحلة بعينها وهي مرحلة الصراع الدامي الذي واجهته الحركة حينها وردة فعلٍ نفسيةٍ على الظروف القاسية وضراوة التحدي والاضطهاد الذي واجهته الحركة الإسلامية وواجهه أصحابها-حينها- إلي فقه اصل تتبناه الحركة ويبني عليه هيكلها التنظيمي هو ردة عن مبادئ وفهم وفكر الإمام البنا.!

وبالرغم من المحاولات التي بُذلت لإعادة الأمور إلى نصابها، والتذكير بالثوابت التي تركها الشهيد البنا إلا أنه للأسف تراجع التيارالمتمثل فعليا في فكر الإمام البنا لصالح الحركة الفكرية الجديدة التي تأثرت بالمحن في السجون وبفكر الشهيد سيد قطب وهي مجموعة 65 ، مع مجموعة موازية أخري تؤمن إيمانا ويقينيا بالمنهج الإصطفائي كوسيلة أساسية للحفاظ علي التنظيم وهي مجموعة " النظام الخاص " التي تأثرت أكثر بالفترة الكبيرة التي عاشتها في السجون فضلا عن أن طرق حتي إنتقاءهم ودخولهم النظام الخاص كانت تعتمد بشكل أساسي علي هذا النهج ( النهج الإصطفائي ) ، فتأثرت الجماعة تنظيميا بهاتين المجموعتين وهما المجموعتان بالأساس اللتان قامت علي أكتافهما الإحياء الثاني للجماعة خصوصا في الفترة التي أعقبت وفاة المرشد حسن
الهضيبي في أواخر عام 1973 م ..

معاناة العقول ..... بين قبول التنميط أو الإقصاء

مسارات الصعود والترقي في تصعيد الأخ داخل الجماعة حازمة وشديدة جدا في إستبعاد مالا تنطبق عليه شروط معينة أبرزها ( السمع والطاعة ) و(الثقة )التامة في القيادة ، سواء كانت تلك القيادة واعية ، أو متخلفة لا تفهم. فلابد أن يكون الأخ منفذا بشكل جيد ،ليس المهم العمل تم أم لا المهم هو تنفيذ الأخ لما يؤمر به.

والمبادرات الذاتية أو بذل الوسع في التفكير هو في النهاية يطلق عليه مجاوزة الطاعة وعدم الإستجابة أو عدم الإقتناع الكافي بما يملي عليه وكل ذلك في النهاية للأسف تطبيق ليس حرفيا بل هو تطبيق مشوه لرسالة التعاليم التي كانت أشبه بمنهج فكري للنظام الخاص ، وليست مطبقة علي " النظام العام " للجماعة في أيام البنا- رحمه الله – وبدأ تطبيقها علي الجماعة ككل في منتصف الثمانينات وإعادة هيكلة الجماعة عليها ليتم عسكرة الجماعة بشكل كامل ..!!
وتبدأ عجلة تنميط الأفراد وإنتاجهم بنفس الشكل ، ونفس النسخة كأنها آلة طباعة ويتم فرز الأصناف التي تحمل طابعا مخالفا ليتم إلقاءها بدعوي حملها صفات غير مرغوب فيها .


.
الآثار السلبية للتنميط ومنع التعددية الفكرية

لذا يصعب وجود عقلية قادرة علي التغيير أو الإصلاح لأسباب عدة منها أنه يحمل طابعا مخالفا ، يتبني خطابا غير مقبول طالما لم يتم نزوله من فوق ( يتم الإشارة دائما للمكاتب الإدارية والمناطق ومكاتب الإرشاد بالمقولة المشهورة " من فوق " ، ويتم تجميده تربويا وتنظيميا حتي لا يحدث بلبلة في الصف ،لإنه من وجهة نظر الإخوة المربين ( أنصاف الآلهة ) أنه يقوم بعملية " غسيل دماغ " ممنهجة للأفراد الأقل في المستوي .وكذلك أنه لا يحمل سمت الإخوة العاديين كالسمع والطاعة والتباهي دائما بالموروث التقليدي للجماعة أو منابرها الإعلامية والثقافية كموقع إخوان أون لاين أو جريدة آفاق عربية ( قبل تعليقها ) لذا فلكي يتجاوز هذا الأخ هذا الصراع النفسي الذي وضعه فيه مربوه عليه أن يتأقلم مع الواقع المحيط به لإنه يشعر داخليا بعقدة الذنب لإنه يري دائما في نفسه أنه لا يحمل نفس طبعة إخوانه فيلعن اليوم الذي بدأ يفكر فيه ، ويبدأ في عملية ( التماهي ) مع البيئة ومحاولة دراسة سمات إخوانه بشكل كبير للتطابق مع القالب حتي يتم تصعيده ، وبعدها يحدث الأثر فتذبل طاقته ويتحول لنفس النمط المطلوب.!!

وفي ظل عدم وجود تنظيم مماثل يحمل فكرة الشمولية الإسلامية ،أو كيان أخر يشعر المرء فيه (بالأمن الإجتماعي )نتيجة وجوده بين إخوانه وأصحابه الذين لم يعرف غيرهم أو زواجه من أخت وقرابته من أخ أو (الإرتباط العاطفي ) بالجماعة فهي حركة كبري موجودة في كل البلدان الإسلامية ، تحمل شعارات مبهرة براقة ، وإمتداد لحركات إسلامية منتصرة هنا وهناك أو ( تجذر إقتصادي ) نتيجه لعمله في شركة إخوانية أو إرتباطات مالية كثيرة مع الإخوة ، لذا يصعب علي المرء فقدان هذه البيئة فيستسلم الفرد ذو العقلية الجيدة وتكون السلبية وانطفاء الفعالية هي رد الفعل الطبيعي له ولأمثاله ، ويختزل المشروع الإخواني عنده إلي أسرة يري فيها المرء إخوانه أسبوعيا في أسرة أو شهريا في كتيبة أو معني من معاني التخلية والتحلية حيث يسمع في هذه الأسرة أو تلك بضع آيات قرآنية يصفي بها نفسه من خضم الحياة المتعبة والمرهقة ، فيفقد الانتماء حيويته ويتحول إلى عادة أو عبادة .
وتتسلل الشخصيات ذات المشاريع الكبيرة -غالبا الفكرية والثقافية-لإنها تري في هذا الشكل التنظيمي المترهل شكلا من أشكال ضياع الأوقات والذوبان غير المحمود ...!!

التأثر بالخطاب السلفي

مع تربية جيل كامل علي ثقافة الأشرطة والفكر السلفي .. جاء ليصبح أحد الأسباب التي أعاقت نمو وبروز إجتهادات فكرية وثقافية داخل الجماعة ..
بل وتبني أحيانا خطابات مزايدة علي الخطاب السلفي نفسه ، والإهتمام الزائد بالشكل الدعوي الإيماني الشعائري ، في مقابل تنحية الخطاب الثقافي والفكري بل وتري في مجتماعات كاملة مثل المجتماعات الريفية خطاب تدينها تدينا ريفيا ساذجا
ترمي من يحمل رؤية وتوجه مخالف حتي ولو من من بين الصف بإتهامات تصل لحد الإتهام بحمل خطاب منحل أحيانا ، أو ذي طبيعة يسارية احيانا أخري ، وهو مناخ أبعد بشكل كبير كل صاحب فكر نقدي جرئ وحر
...

الإدراك المبكر للأزمة ..بين المشروع الفكري والمشروع الحركي

لعل إدراك أزمة تزايد الحفاوة بالمشروع الحركي علي حساب المشروع الثقافي والفكري جاء مبكرا ولكن صعب إكتماله فيما بعد ، ففي أيام البنا وصل عدد أعضاء الجماعة المسجلين والتي كانت مفتوحه حينها لما يربوا عن المليون وهو رقم ضخم بالقياس لعدد سكان مصر الكلي حينها لكن ذلك توازي مع عدم وجود بناء ثقافي وفكري وأوعية إستيعابية فكرية وثقافية لهذا العدد الضخم تقوم بتوعية الحركة وترشيدها ، أو معالجة الأخطاء في الطريق ، أو تقديم أطروحات فكرية تتناسب وتتوازي مع الواقع السياسي والفكري والإجتماعي حينها ، وهذه المشكله أدركها بعض أعضاء الجماعة من الأسماء اللامعة فكريا فيما بعد وهم من سموا بجماعة المشروع ، يقول الأستاذ حسام تمام :" بالنسبة لـ" جماعة المشروع " التي تكونت عام 1948 من مجموعة من الشباب الإخوان المثقف والمهتم بالفكر الذين أقلقهم الخوف من هيمنة العمل المسلح وسيطرة النظام الخاص على الجماعة فاتجهوا إلي وضع نواة ما اعتبره أول حركة تجديد فكري داخل التنظيم بتوجيه من مؤسسها الشيخ حسن البنا –رحمه الله – كما كان برعاية من د. عبد العزيز كامل الذي كان من أبرز رموز الجماعة والمقربين إلي المرشد قبل أن يخرج منها لاحقا ويتولى وزارة الأوقاف في ثورة يوليو.

وكانت الفكرة أن تتفرغ المجموعة لتللقي تكوينا ثقافيا وفكريا معمقا من خارج التنظيم علي أيدي رموز من مختلف التيارات أيا كان موقفها من الإخوان المسلمين فذهبوا إلي عباس العقاد ومحمود شاكر "وغيرهم من أسماء هؤلاء الشباب سنعرف جمال الدين عطية وعبد العظيم الديب ومحمود ابو السعود وعبد الحليم أبو شقة وفتحي عثمان"ولكن للأسف لم تؤت المجموعة ما كان ينتظر منها وقتها فقد اغتيل الإمام البنا في فبراير 1949 وكان الداعم لها والمتفهم لأهميتها كما جرت تحولات في مصر وفي الجماعة دفعت بالأخيرة إلى الدخول في نفق المواجهة مع النظام ثم العمل السري خاصة بعد الصدام مع ثورة يوليو وهو ما أثر علي المزاج الحركي للجماعة وقلص من مساحة الفكر والثقافة داخلها!

التبرير بالقلة أو عدم الأهلية

الملاحظ دائما أنك عندما تتحدث عن هؤلاء الذين خرجوا أو تم إخراجهم تُقابل بثلاث تبريرات أولهما هو أن الذين خرجوا قلة لا تُعد علي أصابع اليد الواحدة وهذا التبرير تلقاه حينما تسأل عن رمز كبير خرج كالغزالي مثلا أو الأستاذ عبد العزيز كامل أو جمال الدين عطية أو غيرهم ، أما لو كانوا غيرمعروفين كالأشخاص السابق ذكرهم فهو واحد من إثنين إنكار وجوده في الإخوان مسبقا فهو لم تطأ قدماه الإخوان ولو وطئت لما خرج ،وأنه قد مر مرور الكرام علي باب الجماعة ولم يلج بابها ( فمن ذاق عرف )، الثاني وهو رميه بكل التهم المعروفة والمحفوظة عند مسئولي التربية ( ذوي الحصانة ) كشكل من أشكال الترهيب المعنوي والنفسي لمن خرج من الإخوان ففي نظرهم أن من خرج من الدعوة ( لاحظ إستخدام الخروج من الدعوة وليس من الجماعة ) هم متساقطون علي طريق الدعوة إما لخوف أو أو لضعف وكسل وعدم تحمل لأعباء الطريق ، وحينما يُسأل عن أخ فارق الجماعة مثلا تصدم بالمقولة " أن الأخ ترك الصف الله يرحمه " " ده مش أصبح أخ " ،

في مخالفات صريحة لفكر الإمام البنا ومنهجه فهو مثلا يقول عن أناس لم ينضموا للصف ، ولكنهم يحملون سماته " كم منا ليسوا فينا ، وكم فينا ليسوا منا " ، أو هو ناتج عن عدم فهم أن التنظيم قد يستوعب أناسا وأخرين يصعب إستيعابهم لإختلاف الأمزجة والنفوس والأفكار ، وأن الفرد النشط فعليا أقوي من الجمع الخامل فالرسول قال عن المبدعين والمتميزين أنهم رواحل يقدر المرء الراحلة علي فعل ما لا تقدر علي فعله أمة فأسماء بوزن الغزالي وعبد الصبور شاهين والقرضاوي وجمال الدين عطية وأحمد كمال أبو المجد وأبو العلا ماضي وعبد العزيز كامل وسيد سابق هم في النهاية مجموعة رواحل أضافوا للدعوة وللحركة ما لم يضفه آلاف مؤلفة ويصعب
وصفهم بإنهم " خبث الدعوة " كما يقال ..

وتبقي الحياة السياسية الموؤدة والوضع السياسي المصري بشكل عام وعدم وجود كيانات سياسية متبلورة حقيقة أحد الأسباب الهامة لعدم إستيعاب تلك العقول الجيدة التي تخرج من الجماعة ، أو سبب رئيسي في تردد البعض من المجمدين في الخروج من الجماعة ..

لمتابعة النص الأصلي للموضوع يرجي مراجعته علي الروابط الأتية :-

1-جريدة العصر

2-موقع المصريون

3-جريدة الغد الأردنية

4-جريدة القاهرة

5- ملتقي الإخوان